الرابطة الأولى

من البطولة العربية إلى البطولة الوطنية الصفاقسي `كابوس` يهدد بن حمودة

 زادت وضعية المهاجم محمد علي بن حمودة تعقيدا بعد فشله في فكّ "عقدة" الشباك في اللقاءين اللذين خاضهما ضد الديوانة البوركيني والنادي الصفاقسي ليصبح مهددا من جديد بخسارة مكانه الأساسي بحكم أن الإطار الفني قد يستنجد بخيارات أخرى في قادم المواعيد من أجل إيجاد النجاعة الهجومية المفقودة وهو ما يفسّر تسجيل ثمانية أهداف في ثماني مباريات خاضها الترجي منذ انطلاق الموسم أي بمعدل هدف في كل مقابلة. وجدّد المدرب معين الشعباني ثقته في محمد علي بن حمودة الذي عاد إلى الصورة في افتتاح المشاركة ضد الديوانة البوركيني لكنه لم ينجح في استغلال الفرصة في "الكلاسيكو" حيث أهدر فرصة سهلة في الفترة الأولى ليكون أول المستبدلين في بداية الشوط الثاني وبالتالي قد يعود الترجي إلى "المربع الأول" من خلال المراهنة على ورقة جديدة في الخط الأمامي. "دابة" سوداء كادت مقابلة النادي الصفاقسي في ختام الدور الأول من البطولة العربية منعرجا حاسما في مصير محمد علي بن حمودة مع فريق باب سويقة حيث اقترب من دفع ثمن الإخفاق وأصبح خروجه مطلبا جماهيريا ليغيب عن التدريبات التي عقبت العودة من السعودية ويقترب من الرحيل بعد تلقيه عروضا خارجية غير أن إدارة الترجي رفعت "الفيتو" ليواصل هداف البطولة في الموسم قبل الماضي المسيرة ويكون انضمامه الى المجموعة تدريجيا، وشاءت الصدف أن تكون مباراة بن حمودة الأولى في البطولة ضد النادي الصفاقسي لكن الحظّ عانده من جديد ليخفق في التسجيل وبالتالي القطع مع فترة الفراغ وكسب نقاط إضافية ليصبح فريق عاصمة الجنوب بمثابة "الدابة" السوداء للاعب الذي يبقى قيمة ثابتة رغم "صيامه" عن التهديف. وقد يعيش بن حمودة سيناريو مماثل للمواجهة العربية ضد النادي الصفاقسي بحكم أن الدعم الذي يجده من الاطار الفني سيتقلّص تدريجيا في ظل البحث عن تحسين المعدلات التهديفية وتفادي "الغصرات" المتتالية والتي جعلت الترجي قريبا من خسارة نقاط ثمينة بسبب إضاعة الفرص السهلة، ولعل تحسن الآليات الهجومية مع الإضافة التي قدّمها البرازيلي يان ساس والجزائري حسام الدين غشة ستفرض على المدرب معين الشعباني تنويع الحلول من أجل الجمع بين الأداء والنتيجة في قادم المباريات. أسبوع الحسم ستكون الأيام القادمة حاسمة في مدى قدرة محمد علي بن حمودة على المحافظة على مقعده الأساسي بما أنها تتزامن مع غلق سوق الانتقالات الصيفية في نهاية الشهر الجاري وبالتالي سيرفع الترجي من مجهوداته لتأهيل المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز الذي يبدو خطرا حقيقيا يهدّد جميع المهاجمين بما أنه سيتمتع بالأولوية في صورة قيده رسميا في القائمة المحلية ليكون جاهزا بداية من مقابلة الاتحاد المنستيري في الجولة القادمة، كما أن المستوى الذي أظهره الغامبي كيبا سو في ظهوره الأول حيث شكّل ثقلا كبيرا على دفاع النادي الصفاقسي قد يؤهله لنيل فرصة أكبر على الصعيد المحلي كما ينتظر القادم من نابولي الإيطالي بلال الساحلي فرصته لتتعزّز الحلول على مستوى الكمّ والتي تستوجب اضافة سريعة ومؤكدة للذهاب بعيدا في مختلف الرهانات التي تنتظر الترجي الساعي الى استعادة لقبه المحلي وتوهجه القاري. ومازال محمد علي بن حمودة الخيار الأول في المسابقة الافريقية بحكم عدم تسجيل رودريغو رودريغاز وكيبا سو وخروج زياد بريمة من الحسابات ليكون أمام حتمية "الانتفاض" في صورة مواصلة منحه الثقة في لقاء العودة ضد الديوانة البوركيني في نهاية الأسبوع الجاري والذي يبدو في المتناول رغم أن فرضية التعويل على أسامة بوقرة الذي خسر مكانه بسبب مهاجم الترجي الأول تبقى واردة في انتظار ما ستكشفه الحصص التدريبية التي تسبق المواجهة السهلة على الورق لكن الحذر واجب من ردّة فعل المنافس ليكون التسجيل مبكرا بمثابة حسم للتأهل مبكرا. لماذا تراجع أداؤه؟ يعاني المهاجم محمد علي بن حمودة من نفس المشاكل التي واجهها في مطلع الموسم الفارط عندما افتقد نجاعته المعهودة وعاش ضغطا رهيبا أثّر كثيرا على مستواه قبل أن يستعيد ثوابته تدريجيا دون أن يصل الى الدرجة التي تجعله عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة فريق باب سويقة، ويبدو أن الاشكال الذي يرافق بن حمودة ذهني بالأساس وهو مرتبط بما يعانيه أغلب المهاجمين في البطولة التونسية ولعل فراس شواط أبرز مثال على ذلك حيث كان في مواجهة مباشرة مع الجماهير بدل التركيز على مهمته الأصلية وهي التهديف ليكون دعم المهاجمين الصريحين ضروريا من أجل استعادة ثوابتهم والتخلص من العوائق التي تحدّ من قدراتهم. وسيكون افتتاح "باكورة" الأهداف بمثابة "طوق النجاة" لمحمد علي بن حمودة في المباريات القادمة بإعتبار أنه سيرفع معنوياته ويعيد اليه الثقة المفقودة، ولعل حرص إدارة الترجي بقيادة حمدي المؤدب على المحافظة على مهاجمها الأول تأكيد على ايمانها بقدراته وكذلك سعيها الى اعادته سريعا للواجهة غير أن الطريق نحو ذلك يمرّ حتما عبر قيادة الفريق الى الانتصارات ليضرب عصفورين بحجر واحدة من خلال تثبيت قدميه رسميا وكذلك الردّ على المنتقدين.